المقالات » كلمات مفصولة عن الواقع |
April 15, 2014 |
|
كنا نظن أن الأمن (كجهاز) في أي بلد يعني الأمن الذي توحي به الكلمة, ولكننا اكتشفنا أنه أقرب للخطر منه للأمن حيث يقتل أفراده إنسانَ هذا البلد غير مأسوفٍ على شبابه أو شيبته أو حتى طفولته, في سبيل حماية الجهاز الحاكم ومُواليه..
وهذا الشيخ يصرخ ويقطب ويستميت لإيصال أفكاره غير المتسامحة من أجل استعداء المزيد من مقاتليه وإذكاء شراستهم أثناء القتال إلى جانب أجهزة الأمن الخطرة, ومع ذلك فهو “سماحة” السيد..
أما ذلك الشيخ فكلمة “اضرب في المليان” لأنهم (المعتصمين) “ناس نتنه” تجعل وصفه بـ “سماحة” شيئاً مضحكاً ومع ذلك فهو ليس سماحةً فقط بل وفضيلة أيضا..
ثم هناك النخب, النخبة نخبة, وليست فئة من الناس كان ينبغي أن تكون نخبة وحيث أنها ليست كذلك فإنها “نخبة” على أية حال. الغريب أن من يصنَفون نخباً سياسية أو ثقافية كثيرا ما تصدر عنهم آراءً حمقاء مبنية على تحليلات غبية أو تضليلية من أجل مصالح ضيقة, ما يدل على أنهم ليسوا ممن تصدق عليهم صفة “نخبة”. ولا أفهم لماذا لا يزال الناس يصفونهم بالنخب, مع أن كلمة شخصيات سياسية أو من الوسط السياسي تكفي لوصفهم إذا تكررت مجانبة مواقفهم للصواب والمنطق والصدق المرة تلو المرة..
أما جلالة وفخامة وسموّ كألقاب فقد كانت على ما أظن بداية كل هذه الإستخدامات البلهاء للغة, عندما أخذنا نترجم هذه الكلمات ملتصقةً بالنصوص المترجمة فلم نتركها لصيقةَ نصوصها المترجمة وثقافات من كتبها, وإنما تبنيناها ألقاباً كثيراً ما تتعارض مع سلوكيات الملقّبين بها عندما تخلو مواقفهم من الجلالة والفخامة والسموّ..
كم أخجل أحياناً من العربية ونحن نستخدم كلماتها مغلفةً بكل هذا النفاق..
|
|
|
دلال خليفة، كاتبة روائية ومسرحية وقاصة من قطر، الموقع الرسمي الوحيد. |
Delal khalifa, Qatari novel, short story and play writer. This is her official website.
|
|
|
|
Leave a Reply