فيروسات الشبكة الإلكترونية معروفة وهي التي تسلط على المواقع لهدمها كليّة أو تخريبها.. ولكن هناك ما يمكن أن نسميه “بكتيريا” الشبكة الإلكترونية.. هذه البكتيريا لا تهدف إلى تخريب المواقع, إنها فقط تريد الإستفادة منها بما تستطيعه.. وهي دائماً حمقاء.
تدخل هذه البكتيريا المواقع وربما لوحات تحكمها فتستخلص بطريقتها الغامضة روابط بعض ما يرد فيها لتبثها أيضاً بطريقتها الغامضة, بمعزلٍ عن الموقع الأصلي, لمن يريد أن يقتات على هذه المواقع بنشر إعلان أو رابط يوصل إلى أيّ شيءٍ يحاولون جذب الناس له.. ولكن دفاعات الموقع دائماً تسوقها إلى “الحجر الصحي” لأنها “تعلم” أنها طفيلية..
الغريب أنه عندما يستخلص رابط لموضوع ما بالموقع تتزاحم عليه المواقع التي تسعى إلى الإقتيات البكتيري لتضع تعليقاً مقَنّعاً به الروابط التي يسعى مجهولون إلى اجتذاب الناس عن طريقها.. لا تعلم أن الناس قلائل جداً في هذا المكان.. الحمقاء..
تطفلها وتكاثرها الغريب هو ما يعطيها صفة البكتيرية.. يبدأ ورودها عن طريق المساحة المخصصة للتعليق بتعليق بسيط يثني على ما “قرأ” ويختم بروابطه, (مع أن دخولها لا يحسب في إحصاء المشاهدات لأنه دخل عن طريق رابطٍ “بكتيري” لا عن طريق فتح مدخل بالموقع الرسمي) ثم تتكاثر التعليقات من المواقع المتطفلة فإذا بها تأتي من كثير من الأصقاع لتضع بلا حياء إعلانات بحجم صفحة كاملة أحياناً. وأخيراً ترى الأحرف اليابانية! كيف.. من أين؟ مـ… ماذا؟
تكنس حجرك الصحي ولكن البكتيريا تظل تأتي, وعلامة بكتيريتها أنها لا تعرف ما تعلق عليه ولهذا فهي تستخدم دائماً كلمات عامة, فتثني دائماً على “المعلومات” و”هذا الموضوع”.
تدرك في النهاية بعلمك المحدود في عالم التكنلوجيا أنك لن تتمكن من التخلص من بكتيريا روابطك التي سرقت يوم كانت دفاعاتك أضعف إلا بإلغاء المواد المتعلقة بهذه الروابط, ولو مؤقتاً, ولكن هل سيجدي هذا؟ وأحياناً تفكر.. هل تريد حقاً البقاء في عالم مهدد بالفيروسات ومليء بالبكتيريا؟
الغريب أنك في الغالب وإن شعرت بأنك أقل حماساً للحفاظ على حيزك في هذه الشبكة الهائلة إلا أنك تكره الإستسلام, وإن تطور التخريب إلى حجب حيزك الشبكي تماماً.. ستغادر حيزك عندما ترغب في المغادرة لا عندما تغيبك الطفيليات الشريرة…
لهذا فبعد كل هذا الغياب ها أنا أعود.. لمن؟ لا أعلم تماماً.. قارئي العزيز.. المجهول لأن المشاهدات القليلة التي تسجل على لوحة تحكمي هنا وهناك لا تخبرني من أنت..
تحياتي..
|
Leave a Reply